ما هي نهاية الطائرات العملاقة بعد خروجها من الخدمة؟
تخيل أن ترى آلاف الطائرات العملاقة، من مختلف الأحجام والأشكال، مكدسة جنبًا إلى جنب في صحراء شاسعة، وكأنها قطيع من طيور حديدية استقر في مكانه الأخير. هذا هو المشهد الذي تستقبلك به مقابر الطائرات، تلك الأماكن التي تنتهي فيها رحلة عمالقة السماء.
تعتبر قاعدة ديفيس مونتان الجوية في ولاية أريزونا الأمريكية، المعروفة بـ"The Boneyard"، أكبر مقبرة طائرات في العالم. تمتد هذه المقبرة على مساحة شاسعة، وتضم آلاف الطائرات المتقاعدة من مختلف أنواعها، بدءًا من المقاتلات النفاثة وحتى الطائرات التجارية العملاقة.
ولكن لماذا الصحراء؟
اختيار موقعًا بعيدًا عن أعين الناس، وذو مناخ جاف وقاس، وأرض صلبة تستطيع تحمل أوزان الطائرات الثقيلة، هو المكان المثالي لمقبرة طائرات. هذا هو السبب في اختيار الصحراء كموقع مثالي لهذه المقابر، حيث تساعد الظروف المناخية القاسية على الحفاظ على هياكل الطائرات لفترة أطول، وتقلل من تكاليف الصيانة والتخزين.
ولكن بالمجمل لا تنتهي حياة الطائرة بالوصول إلى المقبرة، فهناك العديد من الحالات المختلفة التي قد تنتظرها، منها:
- التحطيم: يتم تحطيم معظم الطائرات المتقادمة لاستعادة المعادن الثمينة الموجودة فيها، مثل الألومنيوم والنحاس.
- قطع الغيار: يتم تفكيك بعض الطائرات واستخدام أجزائها كقطع غيار لطائرات أخرى، مما يساعد على توفير التكاليف.
- التحويل إلى متاحف: تحظى بعض الطائرات التاريخية أو الفريدة من نوعها بشعبية كبيرة، ويتم تحويلها إلى معروضات في المتاحف.
- إعادة الاستخدام: قد يتم إعادة استخدام بعض الطائرات في أغراض أخرى، مثل تحويلها إلى مطاعم أو فنادق.
توجد مقابر طائرات في العديد من دول العالم، مثل إسبانيا وأستراليا، وليست حكرًا فقط على الولايات المتحدة الأمريكية، كما ولكل منها خصوصيتها وتاريخها.
وبالنهاية لابد أن نعترف أن مقابر الطائرات مكانًا مثيرًا للاهتمام، فهي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا للطيران، وتشهد على التطور التكنولوجي الذي شهده هذا القطاع، كما أنها تمثل فرصة فريدة لدراسة تصميم الطائرات وهندستها، واستكشاف أسرار الطيران، فهي ليست المكان الذي تنتهي فيه رحلة الطائرات العملاقة فقط، بل في الوقت نفسه بداية لرحلات جديدة، سواء كانت رحلات لاستعادة المعادن، أو رحلات إلى عالم المتاحف، أو رحلات تخيلية تأخذنا في جولة عبر تاريخ الطيران.